قلب حياتها رأسا على عقب.. سر المنام الذي غير حياة مديحة كامل ودفعها للاعتزال
الحياة العراقية
فتاة مفعمة بالطاقة والحيوية، لمعت بسرعة وسطع بريقها في عالم السينما، تحب المكياج والأضواء، بدلالها وأنوثتها لقبت بأميرة الإغراء، سحرت مديحة كامل بعينيها جمهورها، وتعلقوا بها وأحبوا ادوارها، ابكتهم بدموعها وضحكوا مع ابتسامتها، وحزنوا لقرار اعتزالها المفاجئ الذي كان صدمة لعشاقها بعد النجاح الذي حققته، وكان سرا في حياتها عجز الجمهور عن تصديقه حتى رحلت في هدوء بعيدا عن الشهرة، ليحتفي بها محرك البحث جوجل اليوم.
لقد آن الأوان يا مديحة”.. جملة سمعتها في المنام، استيقظت من نومها مفزوعة خائفة، تشعر في قرارة نفسها أنها في ذلك اليوم غير ذي قبل، كان ذلك الحلم كفيل لتغيير حياتها رأسا على عقب، لتترك الفتاة الحالمة الشهرة والأضواء التي حلمت بها، بعدما وصلت ذروة تألقها وتلألأت في السينما وأصبحت درة من درر الزمن الجميل، إلا أنها تركت كل ذلك وراء ظهرها، سائرة في خطى ثابتة نحو طريق التوبة.
هزت حادثة وفاة شقيقها ذو الـ17 عاما، كيانها، وأبصر عينيها إلى اتجاه لم تفكر فيه من قبل، واقتربت أكثر إلى الله بعدما انشغلت عنه بحياتها، ولكن اصبحت اكثر ايمانا عن ذي قبل بعد تلك الحادثة، وبدأت رحلتها في التأمل الإلهي مبتعدة عن النجومية والتمثيل.
بدأت في التقرب برجال الدين بعد ذلك المنام الذي راودها، وفتحت أمامها آفاقا جديدة، وانارت طريقها من جديد، حتى أنها ذهبت إلى الشيخ الشعراوي وسألته كيف أتعلم دينى؟ فرد عليها الدين يعلم فى 5 دقائق لكن هناك اجتهادات شخصية على الإنسان أن يفعلها بنفسه من قراءات وتثقيف ديني، وكلما اجتهد الإنسان أكثر ترقى أكثر عند الله.
استمعت مديحة كمال إلى كلمات الشيخ الشعراوي، لتجهش بالبكاء بعدها وتدخل في نوبة وحالة حزن لم تفق منها سوى بقرار التوبة واعتزال التمثيل، عام 1992، وزهدت الدنيا بما فيها من أضواء وبريق السينما وشهرة النجومية، لترتدي الحجاب، بعدما كان فكرة مستبعدة نهائيا عنها وكانت تسخر ممن يطلب منها ارتداؤه، لتعتكف في منزلها وتسير في طريقها، متحصنة بالقرآن والصلاة، تعيش وسط أسرتها الصغيرة، لترحل في هدوء عن عالمتا عام 1997، في رمضان بعدما أدت صلاة الفجر جماعة مع ابنتها وزوج ابنتها.