المرجعية تنتقد عدم ردع الفاسدين وأهل الفجور قانونياً وشرعياً
الحياة العراقية
انتقد ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، الجمعة، عدم ردع الفاسدين وأهل الفجور، فيما اكد ان ردعهم مسؤولية عامة الشعب بالاسلوب القانوني والشرعي.
وقال الكربلائي، خلال خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف، وتابعتها ، الحياة العراقية ، إن “ثورة اصلاح الإمام الحسين عليه السلام اليوم هي مسؤولية تلقى على الشعب”، مشدداً على “ضرورة استثمار موسم عاشوراء لتغيير الواقع المرير”.
وأكد، ان “ردع أهل الفجور والفاسدين مسؤولية عامة الشعب بالاسلوب القانوني والشرعي”، مشيراً الى “اننا نقترب في الايام القادمة من موسم عاشوراء الذي يستذكر فيه اعظم فجيعة انسانية على مر التاريخ، فيها قربت تلك الارواح القدسية انفسها قربانا من اجل حفظ مبادئ انسانية كالعدل والحرية والكرامة الانسانية مع ما رافقها من معاناة انسانية قل نظيرها في التاريخ والتي مرت بها نفوس في قمة الطهر والعفة من اجل ان تحفظ لهذا الدين والفطرة والايمان جوهره ونقاوته”.
وأضاف، ان “الاقتراب من هذا الموسم يجعلنا أمام تساؤل مهم حول كيفية إبقاء وتجديد معطيات ثورة الإمام الحسين عليه السلام العقائدية والتربوية والأخلاقية والجهادية والتضحوية على أنفسنا وواقعنا، وكيفية الاقتراب من تلك الثورة العظيمة، فضلا عن إدامة تلك الأهداف والمبادئ التي ضحى من أجلها”.
ولفت، إلى أن “الفرد والمجتمع بسبب تراكم الذنوب والرين على القلوب وبسبب العبودية للدنيا وللذات والأهواء يبتعد تدريجيا عن الله تعالى وعن الإمام الحسين وعن قيمه ومبادئه وأخلاقه”، مضيفا أن “إحياء مبادئ الإمام الحسين يتطلب تحديد طبيعة المسؤولية والموقف تجاه التحديات والمشاكل والأزمات الأخلاقية والثقافية التي يمر بها مجتمعنا”.
وأشار، إلى ان “إحياء الثورة الحسينية يتطلب تحديد الأولويات للوظيفة والموقف المطلوب تجاه التحديات والأزمات والمشاكل الخطيرة التي تهدد هويتنا الدينية والثقافية والوطنية والمبدئية، إلى جانب ضرورة وجود بصيرة ووعي في أمور الدين والمبادئ المهمة التي لها الأولوية في الثورة الحسينية”.
وتابع الكربلائي: “الإمام الحسين عليه السلام قال إني خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر”، لافتا إلى أن “خروجه عليه السلام لم يكن لطلب الرئاسة أو الدنيا بل لتأدية الواجب”.
وأوضح، أن “الإمام الحسين أشار من خلال مقولته إلى أن الواجب لم يكن ملقى على عاتقه وعاتق الخواص من أصحابه بل إنه يريد أن يستنهض الشعب والجماهير وعامة الناس”، داعياً إلى “ضرورة التعامل مع هذه المفردة والواجب في واقعنا وحاضرنا وفي ظل التحديات والأزمات التي يمر بها مجتمعنا، خصوصا مع انتشار المنكرات والفساد بمختلف أشكاله من الفحشاء والكذب والبهتان والغيبة والنميمة، فضلا عن إزهاق أرواح الأبرياء وانتشار الاستحواذ على الأموال العامة والخاصة بغير وجه حق، وانتشار الرشوة من دون رادع قانوني أو أخلاقي أو قيمي ودون خجل أو حياء، وانتشار أكل الربا من دون رادع أو خجل، وكذلك مع ما ينشر في وسائل الإعلام عن جرأة أهل الفسق والفجور بارتكاب المنكرات أمام الناس بلا أي رادع قانوني أو أخلاقي وهم يمارسون ذلك دون خجل أو حياء مع عدم وجود أي رادع لهم من عامة أهل الدين”.
وأكد، ان “العمل على النهي عن المنكر بأساليبه الشرعية والقانونية من أجلى مصاديق الانتماء والولاء الصادق للإمام الحسين، ومن دون ذلك فإنه انتماء وولاء كاذب للإمام، منتقدا لجوء البعض الى عبارة نحن العامة لا شغل لنا”، لافتاً إلى ان “من الأمثلة الواضحة على صدق الولاء للإمام الحسين تتجسد بالاستجابة الجماهيرية والشعبية لنصرة الدين والوطن في فتوى الدفاع الكفائي عن العراق التي سجلت وأصبحت شاهدا تاريخيا إيمانيا عظيما على حقيقة الولاء وصدق الانتماء للإمام الحسين”.
وبين، أن “الفتوى لم تكن كافية لوحدها وإنما النصر تحقق بفتوى الدفاع الكفائي والاستجابة الجماهيرية الشعبية”، مشيراً إلى أن “الاستجابة لم تكن من الخواص فقط”.
ونوه، إلى أن “واجب الإصلاح ومكافحة الفساد والنهي عن المنكر على مستوى الأداء الشعبي والجماهيري يعد أمرا جوهريا في قضية الإمام الحسين”، مشدداً على أن “إحياء ذلك عبر الفهم والوعي والإدراك ومن خلال صوت يصرخ في وجه المنكر والفسق والفجور والفساد”.