الرئيس صالح: العراق لم يعد متأكدا من الاعتماد على أمريكا كحليف ونحذر من الحرب
الحياة العراقية
قال الرئيس برهم صالح، أن العراق لم يعد متاكدا من الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف، معبرا عن “القلق” من اندلاع حرب بين الولايات المتحدة وإيران، التي قد تؤدي هذه الحرب إلى “كارثة على الجميع”.
وأكد صالح، في مقابلة مع “أكسيوس” بثتها شبكة “HBO” أن “الولايات المتحدة حليف مهم وشريك … نريد استمرار هذا الأمر ولا نريد بالتأكيد استخدام أراضينا”.
وخلال المقابلة التي أجريت قبل اسبوع من إعلان واشنطن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، أشار صالح إلى أنه “لم يعد متأكدا من إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة كحليف، وقد يكون العراق جاهزا لإعادة التفكير في علاقاته مع دول أخرى بما في ذلك إيران وروسيا، حسب ما نشر الموقع”.
وأشار صالح إلى أن “العراق يثمن علاقته مع الولايات المتحدة التي تمتد لـ 16 عاما، ولكن سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجعل الأمر صعبا”.
وقال الموقع الذي أجرى المقابلة إن “صالح كرر استخدام كلمات “إعادة الضبط” أو “إعادة التفكير” عند وصف نهج العلاقات العراقية الأميركية، كما لم يستبعد أن يدفع انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة إلى إعادة بناء العلاقات بطريقة مغايرة مع كل من روسيا وإيران، وذكر “نحن لسنا من الذين يذهبون للأميركيين أو الروس ويقولون إذا كنت لا تفعل ذلك من أجلي سأذهب في الاتجاه الآخر. ولكننا نحتاج إلى التفكير في أولوياتنا”.
وأبدى الرئيس مخاوفه “مما حصل في شمال سوريا والانسحاب الأميركي وكيف ترك الأكراد لمواجهة الأمر وحدهم، ناهيك عما يمكن أن يتسبب به هذا الأمر من خطر بعودة تنظيم داعش إلى المنطقة”، مشيرا إلى ” أننا نعيش في عالم مترابط، فما يحدث في العراق يؤثر على أمنك كما تؤثر سياساتك في الشرق الأوسط علينا”.
وزاد أن “الهزيمة العسكرية التي مني بها تنظيم داعش هي انتصار هام و”لكنها ليست مكتملة ومحفوفة بالمخاطر”.
كما حذر صالح من “التطهير العرقي الذي لطالما كانت تكلفته الإنسانية خاصة على الأكراد باهظة الثمن”.
وأمس الأحد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم “داعش” أبو بكر البغدادي، كاشفا تفاصيل العملية التي نفذتها القوات الأميركية الخاصة شمال غرب سوريا.
وقال ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن البغدادي قتل بعد تفجير “سترته” الناسفة إثر محاصرته من قبل القوة الأميركية داخل نفق، كان يدرك زعيم داعش أنه كان مغلقا.
ولفت ترامب إلى أن واشنطن نسقت للعملية مع عدة دول منها العراق، لكنه أكد أن تلك الدول لم تكن على دراية بأهداف العملية.
ويعيش العراق أزمة داخلية حيث خرج المواطنون إلى الشوارع مطالبين بمحاسبين القادة السياسيين والاحزاب عن الفساد المستشري في أروقة الدولة. كما يواجه العراق ملفات إقليمية حساسة منها التوتر في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران. إلى جانب التوتر العسكري في شمال سوريا. ومحاربة الإرهاب وبقايا داعش.
وأكدت الولايات المتحدة في أكثر من تصريح على عمق العلاقة الاستارتيجية مع بغداد، وحثت الجميع على تجنب العنف في التظاهرات التي تشهدها البلاد هذه الأيام.