مقالات

تافهون يحكمون مشاهد الوطن

الحياة العراقية

هادي جلو مرعي
عندما يتصدر التافهون مشاهد الوطن تضيع الأحلام.
سأقول لكم كيف.
التافه هو الإنسان الذي تسيطر عليه الرغبة بالحصول على كل شيء، ولايعود يلتفت الى سواه. والتافه هو الشيء الذي لاقيمة له، وهذه مشكلة. ففي أزمنة الفوضى يسيطر التافهون لأنهم لايحتكمون الى ضابط أخلاقي. وهي طبيعة بشرية في ظل ضعف القانون. وحين تغيب الأخلاق في بلد مثل العراق، ويضعف القانون الى الحد الذي يتحول فيه الى اللاشيء يميل كثر من الناس الى إستخدام سلطان القوة والإحتيال والكذب والنفاق الديني وإستخدام السلاح والتقوي بالقوم، أو بالعشيرة، فينتشر الفساد، وتصبح الرشوة جواز المرور الى الغايات، ولإنجاز المعاملات، ويكون الفساد سلوكا عاما لاينجو منه الفاسد، ولاالضحية، فكلهم يخوضون في ذات اللجة.
الحرامي في اي منصب كان يحاول أن يستغل منصبه بأبشع الصور، ويحصل على المال بالإحتيال والسرقة، وإذا كان مسؤولا رفيعا فإنه يتكسب من منصبه بطريقة شبه قانونية، أو إنه يستطيع تجاوز العقبات القانونية التي تعترضه، أو أن يتعامل مع محتالين على القانون يبوبون له سرقاته، وبسبب ذلك تمكن عديد المسؤولين من جمع مليارات الدولارات والدنانير،  وهي في الواقع أموال عامة لايسمح القانون بالتجاوز، أو الحصول عليها.
الفوضى منحت الفرصة لأنصاف المتعلمين، ولضحايا العقد النفسية وللمصابين بعقد نقص مختلفة نتيجة ظروف تاريخية وسياسات ظالمة ليملكوا الزمام ويقوموا باكبر عملية سطو على تراث وفكر وحضارة العراق وهي في الواقع مشكلة مر بها العراق ليس بعد 2003 وحسب بل قبل ذلك التاريخ بكثير مع إختلاف نوع العقد والامراض والمذاهب والعشائر والمناطق واللهجات، فكلما جاءت أمة لعنت أختها، واظهرتها بالقبيح ثم سرعان ماتسلك سلوكها، وتنهج نهجها، وتضع الشعب في دوامة من المشاكل والبلاءات والأحزان والعذابات.
كلما حكمت مجموعة هذا البلد حولته الى مقاطعات، وأملاك خاصة، وضيع، وبيع، وممتلكات لايتطاول عليها سوى من أنتجتهم تلك المجموعة، ومن يتحالف معها من كبار القوم، والمتنفذين، وحملة السلاح، ومن إنحازت له الدنيا قليلا ظنا منه إنها ستدوم له، ولن تتحول عنه الى غيره.
لو دامت لغيرك ماوصلت إليك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى