الإعلام الرقمي: متظاهرو العراق استخدموا منصات التواصل بطريقة احترافية
الحياة العراقية
أكد مركز الاعلام الرقمي، السبت، ان متظاهري العراق استخدموا منصات التواصل و تطبيقات التراسل بطريقة احترافية خلال التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب إضافة إلى محافظة ديالى.
وذكر المركز في بيان ورد، الحياة العراقية ،أن “التظاهرات التي يشهدها العراق، في بغداد ومعظم محافظاته الجنوبية، منذ اكثر من شهر، كشفت عن استخدام المتظاهرين بشكل كبير، لمنصات التواصل الاجتماعي، كما انهم استعانوا بتطبيقات التراسل الفوري من اجل التسويق للتظاهرات ونقل احداث مايجري فيها الى المستخدمين الاخرين سواء داخل العراق او خارجه”.
وأضاف البيان، أن “الناشطين تعاملوا مع مواقع التواصل وتطبيقات التراسل بطريقة احترافية الى حد ما، واستطاعوا بواسطة الهاشتاكات التي اطلقوها، والنداءات الكثيرة في منشوراتهم، تحشيد الآلاف وخلق رأي عام مساند لهم في مطالبهم السلمية”.
فريق التحليل في المركز رصد اراء لمغردين ومتظاهرين مشاركين في التظاهرات، فيما يتعلق بالهاشتاكات التي اطلقوها، اذ اشار المشرف العام على برنامج البشير شو، عمر حبيب، في حديث لمركز الاعلام الرقمي، الى ان “اغلب الناشطين تعاملوا مع الهاشتاك الاكثر انتشاراً بدون النظر الى الفكرة منه، وكمثال على ذلك كان الهاشتاك المستخدم من دول مجاورة للعراق هو الاكثر انتشاراً والذي كان يحمل وسم #العراق_ينتفض و هو هاشتاك يتضمن نوعا ما دعوة الى التصعيد، و لكن بضغط من الناشطين في السوشيال ميديا و خاصة الذين لديهم الكثير من المتابعين استطعنا تغييره الى #نازل_اخذ_حقي او #نريد_وطن”.
وأشار حبيب، إلى ان “عدم وجود خدمات 3G للهاتف النقال في مواقع التظاهرات سببت تاخير عمليات التوثيق حيث ان الخبر لكي يدعم بفيديو يتطلب مغادرة الشخص خارج منطقة التظاهر”، مؤكدا “استخدامه تطبيق الواتساب والمجموعات فيه كمصدر رئيسي و بعده تطبيق التليكرام”.
وقال الناشط والمغرد عمار السومري، في تصريح لمركز الاعلام الرقمي: “للأسف اغلبية مستخدمي منصات التواصل من العراقيين لايعرفون كيف يتعاملون مع الهاشتاك لكي يتصدر الترند على تويتر”، مسترسلا بالقول: “اتكلم عن تويتر لانه يعتمد اعتمادا كليا على الهاشتاك، وسبق لمركز الاعلام الرقمي ان قدم تقريرا عن كيفية استخدام الهاشتاك وكيفية اختياره، لكن رغم هذه الظروف الا ان ابرز الهاشتاكات التي اطلقت وتصدرت تويتر كان #save_the_iraqi_people الذي تصدر ترند worldwide”.
وابدى السومري، “امتعاضه من سوء خدمة الانترنت وبالاخص 3G في ساحة التظاهر”.
من جانبه، قال الناشط ابراهيم شرخان: “بصراحة ان اغلب المتظاهرين المتواجدين في ساحة التحرير لم يهتموا بالهاشتاكات بقدر نشر الحقيقة والصور الحية من الميدان”، مؤكدا ان “اغلب الناس المتواجدين في العراق الذي لديهم خدمة أنترنت بدون vpn (تطبيق رفع الحجب) وخاصة اقليم كردستان كان لهم الفضل والدور الكبير للمساعدة وايضا الناشطين في خارج العراق الذين تعاملوا مع الهاشتاگ لمساعدة الوصول السريع للتعرف عن الاحداث في العراق”.
ولفت شيرخان، الى ان “أكثر التطبيقات كانت ذات فائدة لي هي الواتساب وفيس بوك، أما باقي التطبيقات كتطبيق أنستغرام فكان لغرض التوثيق، وتويتر للبيانات الرسمية على الرغم من تاثير بطئ سرعة الانترنت في البلاد وبالاخص في ساحة التحرير ووجود اعداد كبيرة من المواطنين يستخدمون الانترنت وسوء تغطية شركات الهاتف النقال وخدمات 3G لهذه المنطقة بالذات”، مشيراً إلى انه “اضطر مع زملائه لاستخدام مسجات sms لنقل الاحداث”.
كرار الموسوي، احد ناشطي منصات التواصل تحدث للمركز قائلا، ان “تطبيقات الفيسبوك و الانستا والتيليغرام كانت الاكثر استخداما من قبله لنقل الاحداث”، مشيرا الى ان “سرعة او ضعف خدمة الانترنت لم تغير شيء من ذلك”.
واكد الموسوي، ان “استخدامهم للتيليغرام والماسنجر قد ساعدهم كثيرا اضافة الى استخدام sms بكثرة خلال فترات ضعف التغطية للهاتف النقال”.
بدوره، اكد الناشط حسين الناهي، انه وزملائه تفاعلوا مع جميع الهاشتاكات بحرارة واندفاع حسب وصفه وكان هناك اتفاق فيما بينهم لاطلاق هاشتاك ما في وقت واحد ، مشيرا الى ان استخدامهم العديد من منصات التواصل ومواقع التراسل، الا ان تطبيق الوي جات كان الاكثر حظا بينها لعدم اعتماده على برامج فتح الحجب VPN.
وعن دور الناشطين على منصات التواصل في خارج العراق قال الناهي: “لقد انقسموا الى قسمين الاول كان محرضا على العنف واسقاط الدولة وليس الحكومة فقط وهذا ما عارضناه وسنبقى نعارضه ، أما القسم الاخر فكان داعما للسلمية والثورة البيضاء الخالية من الدماء وهم من تم الاعتماد عليهم في نشر الصورة في الخارج وايصال المعاناة الى كل من له صوت في المنظمات الدولية”.
ومن محافظة كربلاء المقدسة، قال الناشط المدني علي الاوسي، ان “الفيس بوك كان في مقدمة التطبيقات التي استخدمت لنشر احداث التظاهرات وانهم اضطروا لاستخدام تطبيقات ال VPN و قد تسببت هذه التطبيقات بحظر واغلاق صفحات عديدة لها اهمية في تغطية وتوثيق التظاهرات”.
وأضاف الاوسي، انهم “في الايام الأولى استخدموا خدمة الانترنت على الهواتف النقالة 3G وبعدها بسبب التشويش عليه من قبل جهات مجهولة تم نصب منظومات wi fi في موقع التظاهرات و تم الاعتماد عليها بالرغم من الضعف فيها”.
واكد، ان “دور الناشطين في الخارج مهم جدا على الرغم من تخوينهم من قبل جهات حزبية، اذ كان دورهم تفعيل الهاشتاكات المهمة على منصة تويتر و ايصالها لكل الدول و المنظمات الدولية بجميع اللغات مما ساهم في ايصال صوتنا عند انقطاع الانترنيت”.
ويؤكد مركز الاعلام الرقمي، ان “منصات التواصل الاجتماعي قد شهدت انتشار اخبار مزيفة عديدة تناقلها مستخدمو المنصات”.
المتحدث باسم فريق التقنية من اجل السلام، بحر جاسم، قال حول هذا الموضوع: “تقريبا مند بداية التظاهرات وحتى الان رصدنا ما يقارب ١٢٠ خبراً مزيفاً مختلفاً”، موضحا طريقة تشخيصها من خلال “أليات مختلفة حسب محتوى الخبر المنشور، يعني مثلا اذا كان حول وفاة شخص نحاول نبحث و نجد الشخص لتكذيب خبر وفاته او اصابته اما اذا كان الكتاب ديوان ملكي مثل الذي انتشر على انه صار من المملكة العربية السعودية فكان كاذبا فقط وهو بروباغندا على انه المظاهرات غير عفوية وليست من الداخل، وستكون اجراءات تعقبها تختلف من الاولى حيث يتم تحليل الصورة عبر برامج مختصة هل تم التعديل عليها ام لا و هل الاختام صحيحة او تم اضافتها ببرامج التعديل و هل صيغة الكتاب ولغة الكتاب سليم عبر مطابقتها ببرقيات سابقة و هكذا يتم معرفة اذا كانت حقيقية ام لا”.
ويضيف بحر، ان “منشورات التقنية اصبحت مرجعاً للاخبار الحقيقة حيث الكثير من المتابعين لن يصدق الخبر ويبقى في حالة شك الى ان تبت التقنية بمنشور ينفي المنشور او القول بانه حقيقي، وكلها تكون عبر تزويد المتابع بالمصادر ليتسنى لهم مراجعتها ايضا و اصبح المتابعين يضيقون على اصحاب الصفحات كطلب المصدر من مدير الصفحة، والكثير منهم يتجاوب مع طلبات المتابعين لأنهم عدد كبير ولا يمكن تجاهلهم بالاضافة الى انهم حريصيون على عدم فقدان اعضائهم، لذلك حسب اخر احصائية عملناها في التقنية: هل ساهمت بالتقليل من الاخبار الكاذبة ام لا، حيث انتهى الاستبيان بأكثر من ١٤ الف شخص اكدوا ان فريق التقنية ساهم في تنظيف صفحات الفيسبوك بشكل كبير من الاخبار الكاذبة”.
وشدد مركز الاعلام الرقمي، على “الاثر الكبير الذي لعبته منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري في حركة التظاهرات، وخصوصا فيما يتعلق بنشر الاحداث وتحشيد المواطنين ونقل الصورة الحقيقية للتظاهرات، ولكن في المقابل كان هنالك دور سلبي لبعض الجهات حاولت استغلال عواطف الجمهور من خلال منشورات مزيفة من اجل التشويش على الرأي العام، مما يتطلب ضرورة التاكد من حقيقة مايتم نشره فضلا عن عدم الاسراع في مشاركة الخبر ونشره في مواقع التواصل او توزيعه في المجموعات حتى لاتنتشر الاكاذيب والشائعات وتضُلل الرأي العام”.