الحبة السوداء تعالج الكثير من المشاكل والأمراض
الحياة العراقية
تعتبر الحبة السوداء من البذور المهمة للغاية في الكثير من العلاجات والفوائد الصحية والغذائية والجمالية، وتدخل في تخفيف وعلاج الكثير من الأمراض المزمنة، وتسمى أيضا حبة البركة والكمون الأسود والكمون الهندي والكراوية السوداء والشونيز.
وتنتمي حبة البركة إلى عائلة الشمر واليانسون، ورغم صغر الحبة إلا أن تأثيرها كبير في الجسم، ويصل ارتفاع النبتة إلى حوالي 60 سنتيمترا.
تحتوي الثمرة على كبسولة بداخلها بذور بيضاء ثلاثية الأبعاد تتحول إلى اللون الأسود عند التعرض للهواء، وتزرع في دول حوض البحر المتوسط والهند وباكستان وتركيا.
وكل يوم تكتشف الأبحاث المزيد من الفوائد للحبة السوداء، وينصح المختصون بجعلها ضمن النظام الغذائي اليومي، حيث يمكن أن تضاف إلى الوجبات بسهولة دون تأثير على الطعم والمذاق.
واستعملت حبة البركة منذ القدم في علاج العديد من الأمراض وصناعة الدواء، وتستخدم أيضا في بعض النكهات وفي صناعة الخبز وتضاف للمخللات.
وأثبتت العديد من الدراسات أن الحبة السوداء لها قدرات علاجية كبيرة، ومنها خفض ضغط الدم المرتفع، وعلاج الالتهابات وبها مواد مضادة للسرطان، وتسكن الألم بشكل كبير، ومضادة للجراثيم والميكروبات ومنشطة للكبد وتحسن أداء الجهاز الهضمي، وتفتح الشهية وتدر اللبن لدى السيدات المرضعات، وتمنع مشكلة الإسهال، ومفيدة لمرضى السكري وتقوي وظائف وقدرات جهاز المناعة، وتحمي من التشنجات ولها خصائص مضادة للأكسدة تفيد كل أجهزة الجسم.
وفي هذا الموضوع سوف نتناول الكثير من فوائد الحبة السوداء، والمجالات التي تدخل فيها سواء الجانب الصحي أو الجمالي أو العلاجي أوالغذائي.
ضغط الدم
تبين الدراسات أن خواص الحبة السوداء العلاجية تعود إلى وجود مركب بها يسمى الثيموكينون له القدرة على التأثير الإيجابي القوي في مجال الأمراض، ولها خصائص جيدة من الناحية المضادة للالتهاب.
كما تعتبر هذه الحبة مصدرا جيدا لبعض المعادن ومنها الحديد والكالسيوم والزنك والنحاس والفسفور، وتحتوي على فيتامين «ب1» و «ب2» و «ب3» وكمية معقولة من البروتينات.
بالإضافة إلى وجود حمض الميرستيك وحمض النخليك وحمض البالميتولييك وحمض الأوليك وحمض اللينولينيك وحمض الأراكيدونيك والأحماض الدهنية المفيدة، وهذه العناصر الهامة جعلتها من أفضل الأعشاب في مجال العلاج من الأمراض.
وثبت أن بذور حبة البركة تساعد على انخفاض ضغط الدم المرتفع بصورة جيدة، ويفيد مع الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة بشكل مستمر، ويمكن تناول هذه البذور لمدة 50 يوما لوقف هذه المشكلة والتحكم في ضغط الدم، فهي أيضا تعمل على خفض نسبة الكولسترول الضار في الجسم، ما ينعكس على حالة الضغط وصحة القلب.
ومن خلال تناول نصف جرام يوميا من الحبة السوداء على مدار اليوم سوف تتحسن حالة الضغط بعد مرور عدة أيام، وسوف يلاحظ الشخص الفارق بصورة واضحة.
السكري والكبد والذاكرة
يساعد تناول حبة البركة على التحكم في مرض السكري من النوع الثاني، لأن هذه البذور لها القدرة على السيطرة على السكر في الجسم، وينصح المختصون بتناول حوالي 2 جرام على مدار اليوم من هذه البذور، كنوع من الوسائل الجيدة في التحكم بكميات السكر في الدم.
وعموماً فإن المداومة على تناول هذه الحبوب بشكل منتظم، يعمل على ضبط معدل السكر في الدم لفترات طويلة، كما تقلل من مقاومة الخلايا للأنسولين أو ما يسمى حساسية الخلايا للأنسولين.
وتعزز من زيادة إنتاج البنكرياس لهرمون الأنسولين ليكون كافياً لأداء المهمة في الجسم، وبالتالي تصبح بذور حبة البركة من الوسائل الجدية للوقاية من مرض السكري من النمط الثاني، وذلك للأشخاص المعرضين لهذا المرض في المستقبل أو الذين لديهم العلامات الأولية للإصابة بهذا المرض.
فيمكن الوقاية منه بتناول حبة البركة بانتظام خلال الوجبات الغذائية وإضافتها لعدد كبير من أنواع المأكولات، كما يقوم زيت حبة البركة بتعزيز صحة ووظائف الكبد، ويساعده في التخلص من السموم المتراكمة في الجسم والعمل بشكل جيد، ويحمي الكبد من الإصابة بالمشاكل والأمراض، ويقلل من أعراض أمراض الكبد ومضاعفاتها ويمنع تطورها وتفاقمها.
وينصح المختصون بتضمين النظام الغذائي لمرضى الكبد بالحبة السوداء، لمنع التدهور والمساهمة في العلاج والشفاء.
وأيضا تفيد حبة البركة في تعزيز صحة الدماغ، والسبب أنها مصدر جيد للمركبات والمواد المضادة للأكسدة وكذلك المضادة للالتهابات، فهي تساعد في حماية الخلايا العصبية من التلف، وبالتالي يصبح لها دور كبير في تعزيز وتقوية الذاكرة، ومن المفيد تناول حبة البركة يوميا لتقوية الذاكرة وتحسين أداء الجهاز العصبي ككل.
علاج الربو
يفيد تناول الحبة السوداء بشكل مغلي في التخفيف من أعراض مرض الربو، ويمكن اعتبارها علاجا فعالا لهذه المشكلة، والسبب أن الزيوت التي تحتويها هذه الحبوب لها تأثير إيجابي لمكافحة الربو داخل الشعب الهوائية، لأنها تحتوي على خواص مضادة لالتهابات الربو.
وتساهم في تخفيف شدة الأعراض وتحسن من حالة الانتعاش، وتمنع إنتاج وإفراز المخاط الزائد الذي يسبب انسداد الشعب الهوائية ويحدث حالة السعال الدائم وصوت الصفير الصدري، ولذلك فهي قادرة على إيقاف التهاب الشعب الهوائية.
بالإضافة إلى معالجة التهاب الجيوب الأنفية والتهابات الحلق وتضخم اللوز، وذلك من خلال وضع 10 قطرات من زيت الحبة السوداء في إناء من الماء الساخن، ثم يقوم الشخص المصاب بتنفس بخار هذا الماء لفترة تصل إلى 7 دقائق.
وفي حالة كان المريض خارج المنزل فيمكن وضع عدة قطرات من هذا الزيت في منديل ورق ومحاولة استنشاق الهواء عبر هذا المنديل ليدخل معه رذاذ هذا الزيت ويخفف من حدة النوبة.
كما توصلت دراسة حديثة إلى كشف فاعلية مغلي حبة البركة في علاج مشكلة الربو، وقام الباحثون في هذه الدراسة بإجراء التجربة على 35 شخصا متطوعا من المصابين بمرض الربو، وتناولوا مغلي الحبة السوداء لمدة 80 يوما.
وظهرت نتائج جيدة بعد هذه الفترة في عدم تكرار نوبات الربو خلال الأسبوع، وتحسن صوت الصفير الذي يصدر عن هذه المشكلة بصورة ملحوظة بعد مرور 50 يوما من التناول، وبعد تناول مغلي الحبة السوداء مدة 100 يوم ظهرت تحسنات أكثر من ناحية اختفاء الصفير الصادر عن الصدر، واختفت الكثير من المضاعفات الناجمة عن المرض.
واختلفت الأعراض بشكل مذهل بعد مرور فترة 100 يوم من التناول لمغلي حبة البركة، وذلك عند المقارنة بالأشخاص الآخرين الذين تناولوا علاجات تقليدية أو أدوية وهمية.
البشرة والشعر
تساعد حبة البركة في علاج الأمراض الجلدية نتيجة احتوائها على خصائص مضادة للالتهابات، وكذلك تكون طبقة تعمل على الحفاظ على الجلد.
ويمكن علاج مرض الصدفية عن طريق زيت حبة البركة، الذي يقلل الاحمرار ويحد من أعراض الأكزيما، بواسطة وضع الزيت مباشرة على المنطقة المصابة من الجلد، وتكرار ذلك 3 مرات على مدار اليوم.
كما تعالج هذه الحبة مرض الصدفية، الذي ينتج عن خلل في المناعة، واستخدام زيت الحبة السوداء يقلل من خلل المناعة، ويجعلها قادرة على ضبط تكاثر الخلايا غير الطبيعية في الجلد.
ويساهم زيت حبة البركة في قتل البكتيريا المسببة للالتهابات، وكذلك التخلص من الفطريات التي تتكون على الجلد، ويحمي من الشعور بالحكة، ويعالج مشكلة حب الشباب التي تؤرق الكثيرين.
وزيت حبة البركة له تأثير جيد للتخلص من أعراض حب الشباب وتحجيم ظهوره وانتشاره، نتيجة خواصه في منع الالتهابات ومضاد للأكسدة، ويعمل على تجديد البشرة التالفة ويعالج كل أمراض الجلد المرتبطة بالحساسية.
واستعمال زيت حبة البركة بصورة دائمة يؤدي إلى تفتيح لون البشرة، ويحميها من أشعة الشمس الضارة، وتجديد خلايا البشرة وإعطائها النضارة والجاذبية،
أما من ناحية الشعر فزيت حبة البركة يعالج مشكلة تقصف الشعر، وذلك بمزج زيت حبة البركة مع زيت الزيتون ودعك فروة الرأس به جيدا، ويساعد زيت حبة البركة أيضا في نمو الشعر بوتيرة أسرع، لأنه يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لهذا الغرض.
ويعالج أيضا مشكلة تساقط الشعر، نتيجة وجود مضادات الأكسدة القوية التي تساعد على تقوية بصيلات الشعر ومنعه من التساقط، وثبت أيضا أن له دوراً في معالجة مشكلة الصلع.
الحساسية والجراثيم
أجريت الكثير من الدراسات الحديثة على الحبة السوداء؛ لمعرفة الكثير من خصائصها ومميزاتها، وفي تجربة تمت على الفئران تبين فيها قدرة حبة البركة على التقليل من أعراض الحساسية بشكل كبير، وكشفت دراسة جديدة أخرى قدرة الحبة السوداء على خفض سكر الدم لدى مجموعة من الأرانب، التي أجريت عليها التجربة، ونشرت نتائجها في المجلة العالمية لعلوم الصيدلة
وتوصلت دراسة أمريكية حديثة، إلى أن تناول جرامين من حبة البركة 3 مرات يومياً يؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي بصورة ملحوظة، وهو ما يجعل هناك حائط صد ضد أي مشاكل أو أمراض
ويعمل على تقوية وتعزيز المناعة داخل الجسم، وأكدت دراسة بريطانية أخرى، أن زيت حبة البركة الطيار له خصائص مضادة لبعض الجراثيم، وظهرت نتائج بعض الدراسات الحديثة التي تبين وجود تأثير قوي لحبة البركة في التخلص من أنواع معينة من الجراثيم من أدوات المعمل وكذلك من فئران التجارب، ما يعني أن هذه الحبة لها خواص مضادة للجراثيم بشكل فاعل، وهو ما يبشر بإمكانية استخدمها على نطاق واسع في الوقاية من بعض الأمراض التي تسببها هذه الجراثيم والميكروبات.