باحثون يناقشون الايدلوجية السلفية .. وتأثيراتها في العراق المعاصر
الحياة العراقية
أقام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وبالتعاون مع بيت الحكمة ،اليوم الاثنين ،ورشة عمل تحت عنوان الايدلوجية السلفية .. وتأثيراتها في العراق المعاصر ، حيث شملت الورشة ثلاث بحوث رئيسة تقدم بها عدد من الباحثين والاكاديميين في المركز ومؤسسة بيت الحكمة والتي ناقشت ظهور الحركة السلفية وانتشارها في العراق .
وقالت الدكتورة ابتسام محمد مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية ورئيسة الجلسة في بيان ورد ” الحياة العراقية ” نسخة منه ،ان “المركز وبالتعاون مع بيت الحكمة عمل على تنظيم ورشة العمل هذه لما لها من اهمية بعد القضاء على تنظيم داعش الارهابي “.
واضافت الدكتورة ابتسام ان المركز يعمل دائما على مناقشة القضايا المهمة التي تهم المجتمع والدولة العراقية من خلال الندوات والمؤتمرات وورش العمل فضلا عن اقامة الدورات التدريبية التي تطور قدرات الموظفين والعاملين في قطاع التعليم وغيره .
من جهته ناقش الباحث الدكتور مفيد كاصد الزيدي في بحثه الذي حمل عنوان التيار السلفي في العراق .. التحول من الايدلوجية الى التنظيم وظهور الحركات السلفية بعد عام 1967و تناميها في العراق مطلع التسعينيات بعد حرب الخليج وانفجارها وتشظيها بعد عام 2003 بسبب الاحتلال الامريكي للعراق .
ولم يختلف الدكتور علاء عبد الرزاق كثيرا عن الدراسات التي قدمت من قبل الباحثين في المركز فقد اشار في بحثه الذي حمل الحركات السلفية في العراق وجدلية العلاقة مع الاخر فالحركات نشأت في العراق نتيجة وجود جملة من العوامل التاريخية والموضوعية التي كانت مرتبطة ببروز عوامل التحديث والعلاقات مع الاخر المختلف بالإضافة الى الضرورات الدينية والمذهبية وترجع بعض الكتابات التاريخية الى نشوء السلفية في العراق لتاريخ سبق ظهور حركة محمد بن عبد الوهاب في نجد ويعد بعض الكتاب العراقيين السلفية بمثابة دعوة عراقية خالصة وكانت نتاجا للبيئة العراقية ولقد نمت هذه الحركة شيئا فشيئا وتلاقت مع دعوة محمد بن عبد الوهاب الا انها اختلف عنها وما نتج عنها من حركات في الموقف من التصرف والتفكير فلم يسعى سلفيو العراق الى تكفير الفرق الاسلامية وتكفير المتصوفة ذلك انهم احتفظو على الدوام بعلاقات ودية مع المسلمين الشيعة وكذلك مع المتصوفة .
واضاف ان البحث يستند على فرضية اساسية وهي كيفية تطور العلاقة بين السلفية كفكر وعقيدة وحركة والجماعات الدينية والمذهبية في العراق وهذا سوف يستدعي ان يلم البحث ببدايات الحركة السلفية في العراق وكيفية تطور تياراتها ومدارسها وتطور الموقف من التنوع المذهبي والفكري في العراق وهل تمكن التيار السلفي في العراق من ان يكون تعبيرا عن اسلام منفتح وهل كان هذا التيار مع دعوات التقريب مع المذاهب الاخرى او انه اعتمد اسلوب الصراع الفكري وسيلة لنشر فكره ومعتقده ، وما هو موقف الحكومات العراقية المتعاقبة من السلفية وهل كانت هذه السلفية مؤيدة او داعمه للعنف ام انها كانت لاتميل لاعتماده وسيلة في العمل السياسي .
اما البحث الثالث الذي شارك فيه الفريق الدكتور عماد علو الربيعي حمل عنوان فلسفة الدولة الاسلامية في الفكر السلفي الجهادي من الامارة الى الخلافة ناقش فيه كيفية التحول من الفكر السلفي من الامارة الى الخلافة بعد 2003.
وشهدت ورشة العمل مشاركة واسعة من قبل اساتذة المركز وبيت الحكمة حيت تم تكريم عدد من الحاضرين بشهادات تقديرية من قبل مديرة المركز لما بذوله من جهود كبيرة في بحوثهم ودراستهم القيمة .