الاخبار الرئيسيةتقارير

لماذا .. ستقاوم امريكا مشروع طردها من العراق

الحياة العراقية

محمود المفرجي

قبل التطرق الى السيناريو المتوقع ، او ماذا سيجري في الفترة المقبلة، لابد لنا ان نملك ولو معلومات بسيطة عن مشروع القانون الموجود في ادراج رئيس مجلس النواب، لنعرف من خلاله ، لماذا يقاوم الامريكان هذا المشروع، اذ ان المشروع وحسب المعلومات التي حصلنا عليها انه يشمل جميع القوات الاجنبية في العراق التي هي القوات الفرنسية والمانية وغيرها، وايضا يشمل موضوع في غاية الاهمية والحساسية ، وهو الغاء الاتفاقية الامنية الاستراتيجية بين العراق واميركا، ما يعني ان تنفيذ هذا المشروع، هو بمثابة توجيه صفقة قوية جدا لامريكا التي سوف تخسر الكثير من نفوذها في المنطقة، وسوف تذهب كل جهودها سدى التي خسرت من جرائها المال والارواح لاحتلال العراق، وكانها لم تحتله اساسا، كما ان اخراجها بهذه الصورة، يعني فرط عقد التحالف معها كليا، وامكانية ان يتجه العراق الى التحالف نحو القطب العالمي القوي الجديد … روسيا.

اذن .. ان امريكا لا يمكن لها ان توافق بهذا القانون ، وانها سوف تسعى اكيدا الى استخدام كل ادواتها من اجل منع تشريع القانون.

واول هذه الادوات التي سوف تستخدمها امريكا هي منظومة نفوذها الكبير في العراق، وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها بان هناك اطراف سياسية عراقية نافذة تمثل ذراع قوي في داخل العراق، وتعمل على بقاء هذه القوات بكثير من الحجج الواهية.

هذه الاطراف العراقية سوف تعمل على مقاومة هذا المشروع، لانها تعتقد (واهمة) بان وجودها مرتبط بوجود الامريكان في العراق.

كما ان امريكا لن تكتفي بتحريك اذرعها في داخل العراق لمنع تمرير مشروع القانون، بل انها سوف تحرك مجسات خارجية اخرى للضغط على الحكومة العراقية، منها الدول الخليجية وخاصة السعودية التي ستعمل اكيدا على منع هذا الامر .

– ماذا لو فشلت المساع الامريكية

في حال فشلت المساع الامريكية ، فانها ستقوم باستخدام اخر ورقة لها من اجل تبرير استمرار وجودها وهي تجديد النشاط الداعشي في المناطق المحررة ، وهذا الامر يجب ان يحذر منه العراقيون والاهتمام بإمساك الحدود والمناطق المحررة ومتابعة الخلايا النائمة لداعش وتطوير الاستخبارات وحفظ الحشد الشعبي وتطويره لضمان عدم عودة داعش.

مع كامل الاحترام للقوات الامنية العراقية ، الا ان هذا المشروع والتحرك الامريكي المتوقع، لا يستطيع احد ان يواجهه الا الحشد الشعبي الذي يعد الاكثر خبرة ، وهذا ما من شأنه ان يحفز عقلية القيادات العسكرية العراقية المخلصة بسد الفراغ (المفتعل) الذي ستتركه امريكا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى