مقالات

سقوط آخر دفاعات المرأة

هادي جلو مرعي
يستحي الإنسان من الله، ثم من الناس، ثم من نفسه.
ومعنى الحَياء في اللغة: الحشمة، ضد الوقاحة. وقد حيي منه حياء واستحيا واستحى فهو حَيِيٌّ، وهو الانقباض والانزواء .
ومعناه إصطلاحًا:
هو: (إنقباض النَّفس مِن شيءٍ وتركه حذرًا عن اللَّوم فيه).
وقال ابن حجر: (الحَياء: خُلُق يبعث صاحبه على اجتناب القبيح، ويمنع مِن التقصير في حقِّ ذي الحقِّ) .
وقيل هو: (تغيُّر وانكسار يعتري الإنسان مِن خوف ما يُعَاب به ويُذَمُّ، ومحلُّه الوجه) وفي الحديث. إذا لم تستح فإصنع ماشئت. الرب سبحانه يقول.

إن الله لايستحي أن يضرب مثلا. وغالب الحياء من صفات النساء لكن غالب النساء تنازلن عن حقوقهن في الحياء. فلم تعد المرأة تستحي كما كانت، ولم نعد نتخيل الست أمينة في روايات نجيب محفوظ الثلاث بحيائها المفرط، وخوفها المبالغ فيه من سي السيد، ومن الناس. فقد صارت المرأة الحديثة ترتدي البنطال الضيق، وتبدو ملامح جسدها مثيرة، وتتعمد إبراز نهديها. على الأقل في منطقة أعلى الصدر، بينما تقوم بنفخ شفتيها ووجنتيها بواسطة حقن طبية، ولاتتردد بإجراء عمليات تجميل فاضحة تظهر وجهها الجميل بطريقة قبيحة، أو تخفي بعض قبحها.

ولذلك أردد في سري.. تبدو هذه العنزة أكثر قبحا من السابق. وكل ذلك من اجل الإغراء، وجلب الأنظار. وتعمد بعض النسوة الى إستخدام حقن لتكبير مؤخراتهن بصورة قبيحة، بينما لاتحتاج المرأة الى كل ذلك القبح لتبدو جميلة. ومع إني رجل علماني بفتح العين فقد وجدت من البحث والدراسة إن تعاليم دينية صريحة، وقيم خلقية متوارثة في غاية الصحة وهي تحض المرأة على الإحتشام، وعدم إظهار مفاتن الجسد إلا للزوج.

فليس لها أن تظهر بعضا من نهديها لآلاف البشر من النساء والرجال، وليس لها أن تنفخ شفتيها لهذا العدد منهم، ولا وجنتيها، ولاأن تضع كمية كبيرة من مساحيق التجميل. ففي النهاية ستنام على سرير واحد، وفي حضن رجل واحد إلا إذا تعدد عندها الرجال والأسرة، ومثلما إنني أرفض المبالغة في الحجاب، وإخفاء وجه المرأة فإن المبالغة في التجمل والتعري، وإرتداء الثياب الضيقة يغري الرجال ويدفعهم لإرتكاب الأخطاء، ويدحض قول بعض المثقفين: إن للمرأة الحق في التزين وإرتداء ماتشاء وفعل ماتشاء، إن الغرب المسيحي الذي ترك كل مايتعلق بشؤون العري والجنس والسلوك لدى المرأة، وجعله شيكا مفتوحا، فإن هذا الغرب يعاني من ظاهرة التحرش المخيفة، ويعزو خبراء، وحتى مصممات ازياء تعرضن لهجوم عنيف لاحقا سبب ذلك الى تطرف النساء في التجمل والتعري، وإظهار المفاتن. وقد تأكد ذلك في مجتمع الفن في هوليوود، وفي مجتمع السياسة والمحاماة، والوظائف العامة حيث أضطر مدير قسم ألماني الى فصل موظفة لديه بسبب جمالها، و�

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى